حالات الوعي المتغير

 

« Les états de conscience modifiée » 

Dr. Bernard AURIOL

Traduction : M. Fouad KTIRI

 

الوعي يشكل « مكانا »  للعلاقات بين الشخص و محيطه. هدا الوعي ليس ثابتا. نعرف له  عدة  حالات، خصوصا   حالة اليقظة و حالة النوم. الفسيولوجيون يقسمون هدا الأخير إلى نوم طويل و نوم مخالف.

 

إن طرق الاسترخاء تصف لنا « حالة رابعة2 », إنها حالة  خاصة من الوعي التي يعطيها الدكتور « Caycedo »  قيمة خاصة.

هده الحالة تشمل الأمن، الاطمئنان، الخ.

 

من الناحية الأضية، فهو هدوء يمكن أن يصبح أكثر عمقا من  النوم العميق. تسمى هده الحالة من الهدوء الكبير واليقظ تسمى « الحالة الرابعة »  عند بعض النورو-فيسيولوجين الدين اهتموا بها. في ميدان اللسانيات يسميها البعض بالحالة « hypnagogique » التي تئدي إلى النوم  .

 

العبارة «الحالة الرابعة »  تعني بأننا حتى الأن نعرف إلا 3  حالات من الوعي الطبيعي : اليقظة، النوم و الحلم. و لكن هناك حالة رابعة  نجدها موصوفة في كل الثقافات. معرفة هده الحالة مرتبط عموما بالتكوين الاهوتي والفلسفي لكل ثقافة يصفها.

 

إن حالات الوعي يمكن أن نعرفها عبر معاير ظاهرية،  ملاحظة شخصية، فيسيوليجية و نفسية.

 

هده الحالات تسبب كدلك في ظهور نتائج يمكن أن ترى من الخارج، في المختبر أو في الحياة.

 

لنلخص بعض المعطيات التاريخية لهدا الموضوع.

 

معطيات ما قبل التاريخ لحالات الوعي

 

أفلاطون

يوصي أفلاطون، كتقليد قديم، عن تنقية الروح، والدي يكمن في  التأمل و العيش وحيدا و الفصل عن الجسد. يقرب هدا الفصل من الموت أو كطريقة للاستعداد من الموت أو كتدريب لمواجهته فيكون في حالات تشبه الموت.

 

هده الفكرة تجدها أيضا عند الدين يمارسون اليوغا حين بسمونها حالة الإسترخاء « shavasana »  يعني « وضع الموت ».

 

توريا « Turyia » و الفيضانطا « Vedanta »

 

الفيضانطا الهندية تفرق بين 3 حالات من  الوعي الطبيعي :

-         اليقظة

-         النوم العميق

-         الحلم

 

و تضيف الفيضانطا حالة رابعة : نعيش في نفس الوقت حالة من النوم العميق مع البقاء واعيا « توريا » :  هي حالة من اليقظة تتعايش مع راحة شاملة للجسد و العقل.

 

بالنسبة للهنود تمككننا هده الحالة من التقرب من المطلق الدي هو إلا الحقيقة بالنسبة إليهم, هده الحالة تسمى سمادي « Samadhi ».

 

إيشيرهو « Ishihiro »

 

عند التأمل زازين « Zazen »، البودي الياباني يبحث عن التوازن بين النزاع

)صارم( والطواعية  و بين الهيجان و النعاس. التغيرات المختلفة للوعي والجسد تراقب بدون مصارعتهم أو إرضائهم سواء كانوا احساسات من القلق، والآلام أو إحساسات رائعة . كأنه فكر بدون فكر، مفصول عن الحيات و الموت.

 

حالات التضرع والنشوة عند الموحدين بالله

النشوة الصوفية

 

الصوفية المسيحية

« طيريز دافيلا »  تصف الحالة « التضرع فوق الطبيعة »  : هي استجمام   

 

تحس بالرغبة في إغلاق عيني الجسم، لا تسمع شيئا، لا ترى شيئا، تتفرغ كليا لما يشغله : «التحدث مع الله ». إنّه مناسب « بدون عنف يذكر, بدون ضّوضاء, يحاول منع التّفكير من التّحاور, بدون محاولة إيقافه, إمّا ذلك الخيال » . القلب يمكن أن يُدْخَل في  سكون لطيف. هذه المتعة [ 3 ] لا تكون بدون ميل للتّفكير المتفرّقة و الخيال الدي من  المستحسن أن يسمح السّير بدون أي تعليق. في الاتّحاد الكامل, هناك تعليق كلّيّ لكلّ القدرات : الإرادة، الذّكاء و الخيال. مدّة هذه المتعة قصيرة بوجهٍ عامّ, و تبدو حتّى الآن أكثر منه هو فعلاً ...

 

الصوفية اليهوديّة

 

تستعمل « الهاسيديزم hassidisme » الوسائل الصّوفيّة التّقليديّة في بحثها عن الكمال, بوجه خاصّ الزّهد [ 4 ] و التأمّل .

 

الصوفية الإسلامية

 

« الفناء » [ 5 ] ( اللموت, التوقّف عن التّواجد ), ( نكران الداث و إدراك اللّه ) هي إحدى المراحل الصوفيةّ للحصول على الوحدة مع اللّه. الفناء يمكن أن نتُوصَل إليها ودلك بالتأمّل المتواصل و التأمّل  في صفات لله مع إدانة الصّفات الإنسانيّة. عندما ينجح الصوفيّ في تطهير نفسه من العالم الأرضيّ و الهيام في حبّ اللّه، نقولَ بأنه دمّر فرده سوف و أنه مات إلى وجوده للعيش فقط في اللّه و مع اللّه .

 

الكثير من الصوفيين يأيدون بأن الفناء نفسه هو حالة سلبيّة. لأنهّ حتّى وإن تّخلّصنا من الرّغبات الأرضيّة، واعترّفنا  بالخلل البشري  التي هي أشياء ضروريّة لأيّ شخص تقيّ و متعبد، مثل هذه الفضائل غير كافية لهؤلاء الذين يحتضنون الطّريقة الصوفية. لكن « بفناء الفناء » ( دمار الدمار ), يتمكّن الصوفيّ من تدمير الصّفات البشريّة و يفقد أيّ وعي لوجوده في الأرض. هو يُحْيَا بعد ذلك بصلاة اللّه و سرّيّة الصّفات الإلهيّة. ثمّ سيكون قادر أن يصل إلى حالة أكثر سامية وهو البقاء ( العيش ) و سيكون لهذا مستعدّ للرّؤية المباشرة م      لله [ 6 ]. ّشهادة اللصوفيّين- بدون النّظر إلى المراجع اللّاهوتيّة- لا تبدو مختلفةً فيما يقول إلينا اليهوديّ, كريستيان, هيندووست و الصّوفيّون البوذيّون .

 

الحالات الأربعة للوعي

 

النوم الطبيعي

 

الظهور الإجباري للنعاس يمكن أن يكون فطريا. نعتبره كطريقة للدفاع ضد استنفاد الوظائف العضوية و النفسية.

 

يوصف كأنه « موت صغير » ، كأنه بين قوسين، سواء أعشناه لنرتاح أو « لنضيع وقتنا ». إدا كان النوم قريبا من الموت، فهدا مشهود له في علم الأساطير و علم الإتيموليجيا. في الفكر الغربي، نبعد كل وعي للدات.

 

و لكن النائم يمكن أن يستيقظ عند أي صوت دلالي : الأم تفزع عند  بكاء الطفل، المشاهد الدي نام عند متابعته  لبرنامج تليفزيوني يمكن أن يستيقظ لما يتوقف هدا البرنامج.

إن ثبوت هده الإمكانيات عند النوم تميزه عن الغيبوبة أو حالة التخدير. تشهد هده الإمكانيات عن وعي جزئي الدي توطده اليوغا عن طريق « النوم الواعي ».

 

أما الكابوس فهو مختلف كثيرا ويشكل نوعا من الباتوليجيا عندها يعيش النائم حالة من الهولسة الحادة  ويشهد نوعا من السير خلال النوم وينام عميقا.

 

إن مختلف الوظائف والتعديلات، عند النوم، لا تتغير. لكن، خارج كل إشارة من الفزع تحذف كل الإستيعابات مع الخارج، لا يمكن مثلا أن نتعلم عنك النوم.

 

النوم عند الحيوان يظهر واضحا في وضعه.نوع من النشاط العضلي يبقى موجودا عند النوم )مثلا عند القط في مستوى القفاء(.

 

نميز النعاس بعدم الحركة والتغير في النشاط الكهربائي للدماغ مع ظهور موجات       16 دورات في الثانية، متبوعة بموجات بطيئة من 2  أو 3 دورات في الثانية تسمى موجات  ديلطا « Delta ».  

 

كلما كانت الموجات بطيئة وكلما أصبح من الصعب استيقاظ النائم. وبسبب هدا الإيقاع البطيء نسمي في بعض الأحيان النوم الطبيعي بالنوم البطيء.

الموجات عند النوم تولد في نواة طالميس « Thalamus » . النشاط الإيقاعي لهدا الأخير يمنع الأنشطة السريعة التي نجدها عند اليقظة أو الحلم.ولما يعطل هدا الميكانيزم نتكلم عن الأرق.

 

العضو الدي يعاني الحرمان من النوم العميق هو القشرة الأمامية للدماغ : نستنتج من هدا أن الوظيفة الأساسية للنوم هي تجديده. تعطينا هذه المنطقة من الدماغ التكيف, مرونة الخيال [ 14], الانتباه, التّركيز و تخطيطا في السّلوك.

 

تسبّب اليقظة تحفّظها كما في الطّريقة التّالية :    

توجد علاقة كمّيّة بين مدّة اليقظة و شدّة الموجات البطيئة للنّوم.

كلما بقي الحيوان يقظا وقتا طويلا وكلما أصبحت الموجات البطيئة أكثر تباطأ و تتطوّر عندما ينام !أثناء اليقظة, تفرغ بعض الخلايا العصبيّة, الموجودة عاليا في النّظام، تقريبا كل ثانية مثلما في الساعة. يبدو أنهم  يقيسون مدّة اليقظة. هذا يستلزم ( بوساطة سيروتونين ) وضع نظام سيعيق شبكة اليقظة التّنفيذيّة و يحرّر النّظام المتعلّق بالمهاد البصريّ بينما (كما) رأينا فيما مضى. يوجد أيضًا نظام آخر مسئول عن النّوم. واقع في اللّمبة في مستوى بداية المقالة الوحيدة، يتلقّى إشارات التّعب من الداخل ) النظام السمبتاوي.( من بين هذه العلامات : التهاب العيون الذي يصبح أحمر الذي يتثاءب, انخفاض التّوتّر العضليّ، إلخ

 

اليقظة الطبيعية

 

أثناء اليقظة, المخّ يدرك معلومات البيئة الخارجيّة أو الدّاخليّة. هو يفكّ شفرتهم, يقيّمهم, يدمجهم و يقارنهم بالمعلومات المتلقّاة فيما مضى. لهذا سيكون قادر أن يجيبهم في طريق أفضل.  يمكن أن تكون الأمراض المعيّنة مخادعة, حتّى أن الأنا  يكون غائبا  عن أعماله  الذي له  كلّ صفات الحذر : نستشهد بحالة فرد الدي  يقود سيّارته على المئات من الكيلومترات, أخذ حجرة فندق و استيقظ هناك تمامًا حائرا ! يشهد   إليكتروينسيفالوجرافيك المسجّل أنّه يحدث له أحيانًا أن يتّصرّف, بعيون مفتوحة و بطريقة متأقلمة و بدرجة كافية في حالة من النوم عميق . في حالات مرضيّة أخرى, هو إلى حدّ ما للغيبوبة, التملك أو انفصام الشّخصيّة. يعرض الشّخص عدّة طرق لكينونته, عدّة هويّات, أحيانًا جدًّا متباينة،  بينما هو في كلّ هذه الحالات مدرك للأ نا -  و في حالة مخّيّة من اليقظة ! نحن بدون شك  في أحد الأشكال الممكنة لليقظة المتناقضة . من وجهة نظر الموجات الكهربائيّة المخّيّة الحالة اليقظة التّافهة مصُوحِبةْ بنّشاط كهربائيّ سريع, دو فُولْتِيَّة  منخفضة, ( 40 هرتز ) [ 15 ] .

لقد أثبتنا َ أن نظم اليقظة مهيئة  في الشّبكات, يعني الإثارة الصّيدليّة متبوعة  بتنشيط الكل. و لكن يوجدّ, في بعض عقد  هذه الشّبكات أماكن استراتيجيّة. إعاقة هده الأماكن يمكن أن يعيق  نّشاط كلّ الشّبكة . تتضمّن الشّبكة التّنفيذيّة لليقظة هياكل مختلفة مثيرة [ 16 ] للقشرة.   يستخدمون موادّ جهاز الإرسال المختلفة, مثل الهيستمين [17 ], جلتاميت [ 18 ], سيروتونين, نورادرينالين, جابا و أسيتيلتشولاين. نعرف الدّور المثير للأفيتمين الذي يفسح مكانًا للإدمان ( نشوة ). بعكس الأفيتمين, الدي هو منتج حديث, المودافينيل لا يؤدي إلى التسامح ( الذي يجبر في زيادة الكمّيّات ), ولا الارتباط .  تمكن اليقظة أن تُعَدَّل أيضا بعوامل النّوع الهرمونيّ  (الكورتيكوتروفين [ 19 ] و نظام الفاسوبريسين أرجيناين ). التأثيرات التي تأتي من الجسم نفسه و العالم الخارجيّ تساهم في تعزيز هذه النّظم و لهذا يساعد على حالة اليقظة. بعض التأثيرات  الضّعيفة و المكرّرة و البطيئة, يمكن أن تتصرّف في الاتّجاه المعاكس

 

النّوم المتناقض ( حلم )

 

يصرّ الفلاسفة على العيش للواقع الذي يجرّبه الذس يحلم.  العواطف, هي الأخرى, عميقة  وحية, أحيانًا أكثرعمقا من التي توجد في حالة اليقظة! ديكارت [ 20 ], لإيضاح الصّعوبة في تقرير إذا كان شعور الواقع كافيًا لتمييز الواقع عن الحلم, يستشهد حالة العبد الّذي تمتّع في النّوم بحرّيّة خياليّة لكنّ قريبًا يبدأ يشكّ أن حرّيّته هي حلم فقط, يخاف أن يستيقظ و يتآمر مع هذه الأوهام اللّطيفة حتي يسرف أكثر 

 [ 21 ] .

يردّده باسكال إذا كان الحرفيّ متأكّدًا للحلم كلّ ليل, أثناء اثنا عشر ساعةً, أنه  ملك, أعتقد أنّه سيكون تقريبا بمثل سعادة ملك الذي يحلم كلّ ليلا, أثناء اثنا عشر ساعةً, أنه حرفيّ .

 

لنتحررمن الوهم, ندّعي استخدام سيطرة متبادلة للمعاني : اقرصني, أعتقد أننيّ أحلم ! ". من الواضح أن مثل هذه العمليّة ليس لها أيّ فاعليّة, لا أكثر من موافقة العقل بين  مع الذين بشبهونني : إذا حلمت بهم يتكلّمون معي و يتّفقون معي أو يحاربونني للخطأ هناك !و هراء الحلم يُدْرَك فقط عندما لا يحلم بعد الآن !

بالنسبة لشوبنهاور [ 22 ], الحياة و الأحلام هي أوراق الكتاب الواحد, القراءة المتتالية لهذه الصّفحات هي ما نيسمّيه الواقع الفعليّ, لكنّ عندما يمرّ الوقت المألوف للقراءة ( اليوم ) و يأتي وقت الراحة, نستمرّ بإهمال في تصفح الكتاب, بطريقة عشوائيّة نفتحه ونسقط أحيانًا في صفحة قرأناها من قبل وأحيانً على صفحة لا نعرفها, لكننا نقرأ دائمًا في نفس الكتاب.

 

لهذا, فالأحلام الفريدة تُمَيَّز عن الواقع الفعليّ بأنها لا تدخل في استمرار الخبرة (...)  واليقظة هي التي توضح هذا الاختلاف .

 

مقارنة النّوم المتناقض بنشاط "الأونييريكي" يرجع إلى مدرسة شيكاغو [ 23 ] . إستيقاظ الأشخاص أثناء النّوم المتناقض يأدي إلى تذكرحالات محدّدة من الحلم في أكثر من 80 في المأة، بينما الأشخاص الذين يستيقظون خارج النّوم المتناقض نادرًا ما يتذكّرون أن قد حلموا.

 

النّوم المتناقض مميّز بفضل علامات رئيسيّة :

-          تنفّس غير منسّق

-         حركات عين سريعة تحت الجفون المغلقة.

-         إسترخاء عضليّ

-         إثارة جنسيّة .

 

 

بالرّغم من أنناّ نراقب نشاطا كهربائياّ سريعا، شبيه بالذي نراه في لليقظة، فالنّوم المتناقض هو نوم عميق جدًّا، إلى حد أنه من الصعب إيقاظ النائم إلا أثناء الفترة العميقة للنوم "البطيء" .هذه الغرابة هي التي أدت إلى تّسمية بالمتناقض هذه الحالة! ولكن إذا استيقظنا الشخص، يمكن أن يحكي عن حلمه.

 

 

اليقظة المتناقضة ( الحالة السوفرونيكية )

 

ميلينان [ 24 ] يكتشف الاختلاف بين تجربة الحلم و اليقظة  لأننا لا نستيقظ مما نسمّيه اليقظة أبدًا. لا نمرّ  إلى حالة أخرى أبدًا، من حيث  يمكن ان نحكم على الواقع, في دوره, من بعد و أعلى، كما يحكم  على الحلم. يلاحظ أن تحت الظروف العادية للإنسان، ليس هناك حالة رابعة يمكن أن تكون للواقع كما هو الواقع للحلم. ولكن يتسائل إذا لم يكن الإنتقال من الحياة إلى النهاية نوعًا من الإدراك من اليقظة !و يستمرّ : يبدو أن هناك لبعض الناس، بالفعل أثناء الحياة الحال، على الأقلّ نصف يقظة. بعض الناس يقتربون، إذا لم يصلون إليها، من هذه الحالة الجديدة حيث يبدو العالم الحسّاس حلما [ 25 ].  إنّها هذه الفكرة التي طُوِّرَتْ من قبل من طرف  الباحثين مثل ديسويل، والاس، بنسون أو كيسيدو. لقد اقترحت مصطلح "اليقظة المتناقضة" [ 26 ] بدلاً من الحالة الرّابعة لتعليم تماثل هذه الحالة من الوعي في وظيفتها النسيان، الاستعادة، التّطهير، في تعارض مع إثراء خياليّ و إلى المكان في الذّاكرة متعلّقة بحالة النّوم المتناقض.

 

هورن (1988-2000) يضمن أن الجسم, في المستوى الخلويّ, يسترجع راحته في هذه الحالة أفضل من النّوم !دراسة تقنيات الاسترخاء و آثارهن, تسمح لنا أن نقربهن، على المستوى الفسيولوجيّ, من حالات الوعي المتغيرة بالطّرق المختلفة في التأمّل و الصّلاة .

 

أثناء اليقظة المتناقضة, تحفظ الوظائف و التعديلات المختلفة للجسمْ  .

إذا بقيت إشارات إنذار الخطر مؤثّرةً, تشمل الإستيعابات تّحريفات ملحوظة، فصوت

صغير يمكن أن يبدأ ردّ فعل قوي بينما الضوضاء الشديد يبقى غير ملحوظا !

خارج الإنذار, يزال الفعل على المحيط وأيضًا جميعًا قلق : لهذا فاليقظة المتناقضة تُوصَف بانخفاض في التّوتّر العضليّ الذي يبقي على صيانة الوضع الجسدي .

تنعش وظيفة إنذار الخطر بينما تختفي الاستيعابات للمعلومات الأقل قلقا.

 

نلاحظ تباطؤ في النشاط الكهربائيّ للمخّ مع الزّيادة في التّرابط بين أجزاءه المختلفة ( واجهة / الخلف, أيمن / اليسار ) .

 

سيجعل هذا النّشاط البطيء ممكن أن نسمي هذه الحالة "باليقظة البطيئة"  بعكس اليقظة التّافهة بإيقاعاتها السّريعة .

يصبح التّنفّس, أيضًا, أبطأ و منتظما جدًّا وذلك بطريقة تلقائيّة. و لكنّ, "البراناياما" في اليوجا تجعل سببا  لهذه النّتيجة : التّباطؤ في التّنفّس يستخدم [ 27 ] لتعميق حالة اليقظة في الراحة[ 28 ]. ونلاحظ كذلك مراحل من التّوقّف في التّنفّس مع ( أو ب) التّقليل في الحاجة للأكسيجين .

هذه اللّحظات تُصَاحَب بمشاعر النّعيم, أحيانًا في صالح السّيّد الذي يرسل التّكنية [ 29 ] .

ويستحسن أن نميّز هذه الإنقطاعات في التنّفس, محصورة في دقائق قليلة, الظّاهرة لممارسي اليوجا الذين يغلقون أنفسهم َ في مساحة صغيرة فيبقون عدّة ساعات بكمّيّة صغيرة من الأوكسجين.

في هذه الحالة الأخيرة, يستمر التّنفّس, ولكنّ حالة الرّاحة المحصلة عليها جدّ مهمة، واستهلاك الأوكسجين ضعيف جدًّا, والحركات الغشائيّة لا تحس تقريبًا.

 

هناكّ حالات فسيولوجيّة أخرى تصاحب كلّ الاسترخاء :

- تباطؤ و استقرار النبض

- انخفاّض في نشاط الأوردة الحدوديّة

- تقييس في ضغط الدّم عندما يكون الاضطراب أصله اضطراب وظيفيّ .

- انخفاّض في عمليّة التّمثيل الغذائيّ

- عمليّة التّوحيد و التّبسيط السّيكولوجي.

- المسافة, التّسامح إلى الإحباط

 

يمكن أن تقترب هذه المجموعة من الظّواهر من التّفاعلات المختلفة جوهريًّا مثل الكمون ( البيات الشّتويّ ) النشوة، أو حتى الفتور.

 

اليقظة المتناقضة و الكمون

 

توجد بيئات قليلة جدًّا لا تتعرض  فيها الكائنات الحيّة لأيّ نوع من التوتّر [ 33 ] ! سبّب هدا  التّطوّر في تجنّب بيئة متوثرة  مكرّرة : حالة الكمون . أثناء هذه الحالة يحفظ الكائن الحيّ إلى الحدّ الأقصى كمّيّة الطّاقة المتاحة و يأخد بيئته الحدّ الأدنى !

 

الكمون : حالة النّشاط المخفّض الخاصّ بالتّمثيل الغذائيّ تتباه الكائنات الحيّة تحت ظروف التّوتّر البيئيّ, عندما يصبح هدا التوثرمحتملا .

 

قيمة الكمون

 

من ناحية التّطوّر يبدو أن الكمون قد تطوّر بشكل مستقلّ بين تشكيلة عريضة من الكائنات الحيّة, وتختلف آليّات الكمون حسب السمات الفسيولوجيّة و المورفولوجيّة لكلّ واحد ...

 

 

بالنسبة لعدد من الكائنات الحيّة,يصبح الكمون جزءا أساسياّ من الدّورة الحيويّة [ 35 ], ليمكن هدا الكائن الحب من تجاوز المراحل الصّعبة بتأثير ضئيل على الكائن الحيّ نفسه ! حالة الكمون هذه يمكن أن تُحَدَّد بمتغيّرات كثيرة خصوصا :

 

- نقص افي الطّعام و الشراب

- نقص في الأوكسيجين أو ثاني أكسيد الكربون .

- تغييرات الحرارة ( أكثرأو أقل)

- وقت التّعرّض إلى الضّوء,

 

الضّبط

 

التّوقيت في الإيقاع السّنويّ للنشاط و الكمون مهمّ جدًّا : السّنجاب الشّديد البرودة,إن بقي في مختبر دافئ, مهما يضع نفسه عندما يجيء الشّتاء المقبل, في حالة البلادة و الكسل الشّديد ! في نفس الطّريقة, كدلك عند ما تخضع  الحيوانات الشّتويةّ لحرارة باردة خارج الموسم العاديّ, تستجيب مثل كلّ الحيوانات بزيادة نشاط درقيّتهم و مستواهم الخاصّ بالتّمثيل الغذائيّ للحفاظ على حرارة كائنهم الحيّ العاديّة . من ناحية أخرى, عندما يجيء الخريف, البرد يسبّب لهم انخفاضا في إفراز درقيّتهم و عمليّتهم التّمثيل الغذائيّ, يشاهد أيضا تقليل في الطّعام.

 

 

لكنّ, حالة البيات الشّتويّ غير مستمرّة : باستراحة أسابيع قليلة, يستيقظون بأنفسهم و يعملون بعض الحركات, بخاصّة في البداية و نهاية الشتاء .

 

 

كثيرمن المعطيات تقترح لنا فكرة هامّة جدًّا: الكمون متاح إلى حدّ كبير طبقًا لطرق تكيّفيّة عديدة . إنّه ربّما تطوّر شديد لموهبة عامّة جدًّا لعيش حالة نوروفيسيوليجية خاصة كالنّوم, الحلم أو اليقظة.

 

أنواع الكمون

 

يُسْتَخْدَم المصطلح "البيات الشّتوي" ّ كثيرًا ليعني ّ حالة الكمون, البلادة أو الكسل [ 37 ] . بجانب البيات الشّتويّ الحقيقيّ [ 38 ] هناك البيات الشّتوي الخفيف الذي نصفه بالكسل و الخمول في السّلوك, بتقليل منفصل في حرارتهم, بفترات أسابيع قليلة [ 39 ] . البيات الشّتويّ الخفيف حلّ وسط بين المطالب الضّئيلة بانلسبة للبيات الشّتويّ العميق والإنفاق الكبير لللحيوانات التي تبقى نشيطةً طوال الشّتاء . في المناطق الجافّة بعض الحيوانات تصبح خاملةً أثناء الصّيف السّاخن و الجافّ جدًّا,لنتكلّم إدن عن estivation "

 

التّغييرات الفسيولوجيّة أثناء الكمون

 

نموذجيًّا, يمارس الكمون على عرين محميّ [ 40 ] . الأعضاء الدّاخليّة ( السّبيل الهضميّ, الغدد الصّمّاء تكون كسولة تقريبا ! يتأقلم الجسم للحفاظ على عمليّته التّمثيل الغذائيّ في المستوى الأقلّ الضّروريّ للبقاء . يقف الكائن الحيّ في الوسط بين حياة تجعله ممكنا من الخروج من البيات الشّتويّ و تقليل عمليّة التّمثيل الغذائيّ القريبان تشبه الموت .

 

يحصل الجهاز العصبيّ المحيطيّ و النّخاع الشّوكيّ على حساسية متزايدة للستيملي المعيّن بينما بينما يقلل المخّ بشكل كبير من نشاطه الكهربائيّ [ 41 ] لكنّ يبقى قادرًا حتّى في بلادته الأعمق [ 42 ], لتسجيل التغيّرات العلاقة للبيئة ! تبقى منطقة خاصّة مخّيّة حذرةً : الهايبوتلاموس الذي تسير الجوع, الحرارة وأيضًا الوظائف القلبية و التنافسية.

 

أثناء الكمون تخفض درجة حرارة الجسم تقريبًا إلى حدّ بعيد  . يبطأ النّبض و التّنفّس . انخفاضات ضغط الدّم بدون التّعطّل تمامًا ( بفضل الشبه المسدود للشرايين) التي تغذّي الأجسام غير الحيويّة [ 43

 

الصوم في الأكل و الشرب يؤدي إلى الضعف يمكن أن يصل إلى 40 % . إفراز البول ضئيل . امتصاص الأوكسيجين و إنتاج ثاني أكسيد الكربون منخفضان من المدهش . نشاط الغدد الصّمّاء التي تسرع عمليّة التّمثيل الغذائيّ, مخفّض جدًّا [ 44 ] .  نشاط الغدد الدّرقيّة يخفض بشكل كبير أثناء الكمون .

 

من ناحية أخرى, غدّة الجنب الدّرقيّة تلك اللّواتي نشيطة جدًّا, كيدفن الشّحم البنّيّ الكتفي الذي هو, في نفس الوقت, احتياطيّ الشحم  وغدّة الإفراز الدّاخليّ يلعب دورا أساسياّ في تنظيم الحرارة [ 45 ] . نلاحظ  تقليلاً للنشاط من الغدد الجنسيّة بوجهٍ عامّ .

 

 

النّوم و الكمون

 

تمكّننا الاعتبارات السّابقة أن ننتقد مصطلح الكمون . يمكن أن نفحص أن هذه الحالة, بالرّغم من مقارنات معيّنة, مختلفة إلى حدّ ما عن النّوم . سوف ليس هو أفضل مشابه لليقظة المتناقضة ؟

 

 

النّوم

الكمون

اليقظة المتناقضة

التّوتّر

لايشجع النوم

كمون بدايات التّوتّر الذي يخفّف آثاره

التّوتّر يُنَظَّف باليقظة المتناقضة التي تخفّف نتائجها

EEG

علاقات كورتيكو-أحشائي عميقة

نشاط ضعيف و بطيئ

تزامن قشري جانبي

الهايبوتلاموس

 

الاستمرارية في الانشيط

 

عمليّة التّمثيل الغذائيّ

منخفض

 منخفض جدا

منخفض جدا

استهلاك الأوكسيجين

منخفض

منخفض جدا

منخفض جدا

إنتاج ثاني أكسيد الكربون

منخفض

منخفض جدا

منخفض جدا

الحرارة المركزيّة

منخفض (قليلا)ً

منخفض(إِلَى أَقْصَى حَدّ)

منخفض (قليلا)ً

النّخاع الشّوكيّ و الجهاز العصبيّ المحيطيّ

الحساسية منخفضة في العموم

الحساسية المتزايدة لبعض المنبهات ومنخفضة لبعض الآخرين

الحساسية المتزايدة لبعض المنبهات ومنخفضة لبعض الآخرين

معدّل النّبض

بطيئ

بطيئ (إِلَى أَقْصَى حَدّ) 

بطيئ و مستقر

سرعة التّنفّس

بطيئة

بطيئة  (إِلَى أَقْصَى حَدّ)  

تباطأ أحيانًا (إِلَى أَقْصَى حَدّ)    [ 46 ]

ضغط الدّم

منخفض

منخفض

منخفض

عنفوان الأوردة الحدوديّة

استرخاء الأوردة الحدوديّة

(أطراف دافئة)

إغلاق قريب للأوردة التي تغذي الأعضاء الغير النشيطة (برودة ثانوية)

استرخاء الأوردة الحدوديّة

(أطراف دافئة ) 47

الغدد الباطنية

نشاط منخفض على العموم

نشاط جد منخفض على العموم

نشاط جد منخفض على العموم

STH

مرتفعة

 

 

الدّرقيّة

 

منخفض جدًّا

 

غدد الجنب الدّرقيّة

 

نشيطة جدًّا

 

شحم بنّيّ كتفي

 

نشيط جدًّا

 

الغدد الكظريّة

 

نشاط منخفض جدًّا

 نشاط منخفض [ 48

إفراز الجوناديز

(تيستيكليز و مبايض)

 

بوجهٍ عامّ انخفض

 

الجوع

الرّاحة

هو الذي ينام, يتعشّى ."

بطيء جدا (هزيل)

( تسامى )

الصّوم مشجّع

الأعضاء الهضميّة

نشيط

ليست نشيطة

نشيطة قليلة

البوال [ 49 ]

 

ضئيل

 

التّوتّر العضليّ

الهيبوتوني العالميّ

الهيبوتوني العالميّ

محدود إلى حماية بيئة الوضع

السّلوك

ثابت

ثابت

ثابت

الأثر السّيكولوجيّ

المماطلة, التّأجيل

?

المسافة, التّبسيط, التّوحيد, تسامح زائد للإحباط

الحالة

النّوم

« بينهما » النّوم و اليقظة

« بينهما » النّوم و اليقظة

 

 

لفترة طويلة كنا نسلم بوجود علاقة أو مطابقة بين النّوم و الكمون : الكمون و النّوم متشابهان في العمليّات العضوية التي تستمرّ على مستوى أقل

-         أثناء النّوم، تشل حركة الحيوان، نشاطه الدماغي يقل، نبضه و تنفسه يتباطآن. والجسم ينتج حرارة أقلّ.

-         أثناء الكمون، يتوقّف أي نشاط لا يكون ضروريًّا للحفاظ على الحياة على مستواها الخاصّ بالتّمثيل الغذائيّ الممكن المنخفض، تشل حَرَكَة الحيوان أيضًا، قلبه و تنفّسه يتباطآن، نلاحظ أحيانًا تفريغا لشحنات تثير الموجات البطيئة للنوم.

لكنّ لما "نستيقظ" من الكمون، نلاحظ تعميقًا في النوم بالموجات البطيئة، بالضّبط مثل الحالة بعد الحرمان من النوم لمدّة عدّة ساعات: الكمون  لا يعادل النوم ولكنها حالة من التيقظ توجد بين النّوم و اليقظة [ [50

نقترح تصنيف هذه الحالة اليقظة المتناقضة التي منها يكوّن استخدامًا تكيّفيًّا من تغيّرات الحرارة الشّديدة أو الجفاف !

الإغماء

 

يشير هذا المصطلح إلى فقد الوعي الذي يحدث بسرعة. الشخص الذي يوجد في هذه الحالة يفقد فاعليته لمؤثرات البيئة المحيطة به، حواسه تكون منعجزة مع بداية الظاهرة مع الشعور بالضعف، حجب في البصر، دوار، تعديلات في الصوت، احساس بالفراغ في التفكير أحيانا جيشان أو عرق.

 

لقد بين الطب كثيرا من الأسباب لهذه الحالة :

التقليل من الدوران المخي وذلك مع تباطء أو تسريع في ضغط الدم الشرياني.

التعرض الكثير للحرارة : التجفيف، الحمى الخطيرة جدا

نقص في السكر و الأنيما يخفضان موارد الطاقة للمخ

إغمائات أخرى معروفة ب "vaso-vagales" سببها التوثر العاطفي أو الجسدي: ضغط السباتي، منظر الدم، العدوان بدون التجاء، وجع كبير، وهاته الإغمائات تكون مسبوقة بعلامات « parasympathique »

يؤدي تسارع الأنفاس إلى نقص في ثاني أكسيد الكربون في الدم، مما يقلص من شرايين المخ و يحرم القشرة من الأكسيجين.

الزفير المكره و الإختياري والذي معروفا في الطب ب "manœuvre de Antonio Valsalva (1666-1723    "  يمكن أن يؤدي فقدا في الوعي إذا نفذ بطريقة زائدة. إنه تقلص مكره للعضلات البطنية كأننا نريد طرد الهواء لكن نمنع هذا الزفير وذلك بتقلص المزمار. إذا استعمل هذا التقلص بمرونة يمكن أن يؤدي إلى التفريغ : الكحة شكل من التقلص لكنه قصير يؤدي إلى إجلاء الخسارة الشعبية إلى القمة، التبرز يستخدم الية متشابهة لإجلاء السروج باستخرخاء فتحة السرج. الصراخ، أو على الأقل صوت الغناء أو حتى صوت الكلام يسيرون هذه الألية بالدقة لإنتاج الأصوات. في حالة الجهد، استعمال كامل لهذه الطريقة يعطي للعضلات النشيطة دعامة ضروريرية في حالة العمل العنيف والشديد.

مشكلة الغيبوبة

الغيبوبة حالة وعي متغير. وهو قد عرِف منذ وقت طويل. إنّه متعلق بتشكيلة كبيرة من سياقات ثقافيّة و دينيّة. يتمثّل في عبور في الذّهاب إلى بلد الموت و العودة من هناك، في تجاوز حدود الوقت و المكان. تذهب الغيبوبة نحو النهاية. أثناء رحلة تفقد فيها الهويّة وذلك لصالح الاهوتية التي نصبح دعامتها. يصبح واحد دعامة اللاهوت. هذه الحالة موجودة بوجه عام في المجتمع أثناء اللحظات المتساهلة أو المفروضة : عمليّة الدّخول، العرّافات الخاصّات بالمؤسّسة، الجمعيّات الباطنيّة، المهرجانات الدّينيّة، الحفلات الرّاقصة المتوّجة، الكرنفال و سريناد زائف، تعبير الجسم و العلاج، إلخ

إن ميزات النفس الفيسيولجية للغيبوبة في الأماكن التي تمارس فيها ليست مفهومة، فهي نوادر أكثر مما هي بيانات علمية. ولكن يمكننا أن نلاحظ علاقة بين الغيبوبة والحلم : سيناريو يخلق بالسبة للشخص في الوقت الذي يعيشه، يأخذ كل السمات الحقيقية، يُسَجَّل في هويّة جديدة و يواجه أبعادا نفسانية التي لا يدركها والتي يمكن نسيانها في نهاية المسيرة.

ما يجعل الغيبوبة مختلفة عن حالة الحلم هو أن، أثناء الغيبوبة، الحركة لا تعاق! الاتّصال مع الجماعة الاجتماعيّة، أو أحد ممثّليها، تبقى متاحة . الطّقوس المتأصلة و التّعليميّة لهذه الاتّصالات توحي لنا بأن تكون لهذه العلاقات قيمة عملية للمجموعة : تهدئة التّوتّرات، توازن في الإفراطات، استخراج الافتتاحات الإبداعيّة، إلخ .. و هذا يمكن مرة أخرى، أن يقارن بالحلم، ولكن فاعليته تكون أجدى بالسبة للجماعة أكثر منها للفرد.

غيبوبة التنويم المغناطيسي

تحدث المشاكل بالنّسبة للحالة الشّعوريّة التي يستخدمها

تعريف

طبقًا لجمعيّة طبّيّة بريطانيّة ( 1955 ) : التّنويم المغناطيسيّ حالة عابرة للانتباه المتغير, هذه الحالة  يمكن أن تُؤَدَّى من قبل شخص آخر و التي يمكن أن تظهر فيها و بطريقة عفوية  ظّواهر نتيجة لتأثيرات شفوية أو شيء أخر. تتضمّن هذه الظّواهر تغييرات الوعي في  الذّاكرة و حساسية زائدة للإيحاء و ظهور أجوبة  أفكار غير مألوفة عند الشخص  في حالة وعيه المعتادة . ظواهر مثل التّخدير, الشّلل و الجمود في العضلات و تغييرات في "vasomotrices " يمكن أن تظهر و تزول عند التنويم المغناطيسي.

 

* العلاقة بين المنوم و النائم المغناطيسي

 

يمثّل التّنويم المغناطيسيّ أقدم شكل للعلاج النّفسيّ الحديث . في 1784, يصف "Marquis de " و هو تلميذ للعالم "ميسمر", حالة المشي أثناء النّوم الصطناعي  بدون أزمة متشنّجة و الذي يسمح بالتّصال الشفهيّ مع  الشخص . و هو بهذا يدشن العلاج بالكلام .و قد بني التحليل النفسي في جزئه الكبير على دراسة و نقد هذه العلاقة. وقد جعلها أيضا مفهومة أكثر وذلك بتنبأه للقوانين التي تحكمها. سهولة التّأثّر بالإيحاء لا يجب أن تقترن بالتّنويم المغناطيسيّ طبقًا لكمّيّات متغيّرة. يوجد شكل للإيحاء و هو بالنسبة لفرويد حقيقة جوهرية للحياة النفسية للإنسان.

 

هذا الإيحاء الغير المباشروالغير المتدبر, ينبعث من المريض : هناك عامل يعتمد على الحالة النفسية للمريض، يؤثر وذلك بدون أي نية من ناحيتنا،  على نتيجة كل عملية العلاج  مقدّمة من قبل الدّكتور. هذا الإنتظار المصدق، كما يقول فرويد، ليس معروفا  و لبس قابلا  للسّيطرة, ولا "intensifiable" . العلاقة تشمل إذن عنصرا arquaique   ليس سهلا الوصول إليه بالكلام. وهذا يدلنا إلى التفكير في العلاقة  بين الأم و الرضيع  و لكنّ نعرف احتمال الحصول على التّنويم المغناطيسيّ بالعمل بدون الانتقال ( التنويم المغناطيسيّ للشخص مع نفسه ) وهذا ما يجعل استغلال الواقع الفسيولوجي لحالة التنويم الغناطيسي. [ 60 [

فسيولوجي التنويم الغناطيسي

بعض الشروط  ضروريّة للحصول على التّنويم المغناطيسيّ :

-         علاقة الثّقة بين الدّكتور و المريض ؟

-         منبهات سمعية من قبل العامل الذي يعيد إيحائات بصوت على نغم واحد

-         تثبيت الانتباه, إمّا بطريقة  مرئية أو سمعية أو بمجموعة من الأفكار. و يمعننا أن نضيف نقص  أو استبعاد المنبهات الخارجيّة أو الفائض الحسّيّ  على النقيض ( قلاع صحيحة ).

-         الجلوس او المد ( مفيد لكنّ غير مهمّ )

النظريات الفسيولوجيّة مرتكزة على العلاقة بين النوم و التنويم المغناطيسي ولكن مقارنة النوم بالتنويم المغناطيسي لم يتأكد بالتخطيط "electro-encephalographique".

بالنسبة ل "Pavlov" يُوصَف التنويم المغناطيسي بالنوم الجزئي. تحذت نقط الحذر التي تجعل العلاقة ممكنة بين الشخص و منومه. هذه الحالة للنوم الجزئيّ, الموجودة بين النّوم و اليقظة  فيما مضى، تشمل  مراحل hypnoïde، أو مراحل من الإيحائات، عندها تحدث تغيرات فيسوليجية، تكون مستحيلة عند اليقظة. هذا الوصف يدعونا إلى إعمال هذه  الحالة في إطار اليقظة المتناقضة و ذلك كما فعل "Francis Rousky".




 

 

الحالات الشّعوريّة

 

غير نشاط ( باقي (

النّشاط

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اليقظة

اليقظة المتناقضة

1.        عمليّة التّمثيل الغذائيّ منخفّضة جدًّا

2.        استهلاك الأوكسجين منخفض

3.        سرعة التّنفّس منخفضة جدًّا ( اختناق مؤقّت بإنتاج ثاني أكسيد الكربون التّقليل و الحاجة إلى الأوكسجين (

4.        تباطأ و استقرار معدّل النّبض 

5.        عنفوان سفن الملحق المتناقص، توازن بين الأجزاء المختلفة من الجسم

6.     ضغط الدّم المنخفض

7.       التّوتّر العضليّ محدود و مركز لحماية الوضع

8.     السّكون ( نادرًا ما رجّات(

9.     إي إي جي : « delta » مسيطرة

10. تفاعلات داخلية-خارجية مضبوطة (فراغ عقلي(

11. الاستقرار الهرمونيّ

12. التّوحيد و التّبسيط السّيكولوجيّان خلال ترك المعلومات . الحدس, التّكامل العالميّ, ديستانسييشن, زاد التّسامح إلى الإحباط.

13. الحالة التي تسيطر فيها المتعة

اليقظة التّافهة

14.     عمليّة التّمثيل الغذائيّ نشيطة

15.     استهلاك الأوكسجين متزايد

16.     تنفّس مسرع و متنوّع جدًّا

17.     سرعة  و تغيّرات النبض 

1.     عنفوان سفن الملحق المتزايد، اختلف مع أجزاء من الجسم في العمل

2.     ضغط الدّم المتزايد

3.     التّوتّر العضليّ الشامل المفتول العضلات

4.     الحركات موجهة نحو هدف.

5.     إي إي جي : « beta »  مسيطرة

6.     تفاعلات داخلية-خارجية ( الذّكاء، النّشاط( غير مضبوطة

7.     التّغيّر الهرمونيّ

8.     العمليّات المتنوّعة مركّزة بالعمل جارية، بالمعلومات الفعليّة. المجهود، كافح، الصّراع مدى الحياة

9.     الحالة التي المتعة تسيطر فيها الرضي.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

النوم

النّوم التّافه

1.     عمليّة التّمثيل الغذائيّ الضّعيفة

2.     استهلاك الأوكسيجين المنخفض

3.     تنفّس بطيء و منتظم نموذجيّ

4.     تباطؤ و استقرار النبض

5.     عنفوان السّفن الثّانويّة إلى حدّ ما انخفض, عنفوان السفن توازن للمناطق المختلفة

6.     التّقليل في ضغط الدّم

7.     انخفاض نشاط إي إم جي الرّقبة

8.     الثّبات العالميّ

18.     إي إي جي : نشاط محاور الدّوران القشريّ لسيتشرونيزيد و / أو للجهد عالٍ موجات بطيئة

9.     تفاعلات « cortico-viscérale » , عمليّة الائتلاف العضويّ

10. الاستقرار الهرمونيّ ?

11. تفكير منطقي – عملي  

12. الحالة التي تسيطر عليها الحاجة

النّوم المتناقض

1.     عمليّة التّمثيل الغذائيّ النّشيطة

2.     استهلاك الأوكسيجين المتزايد

3.     التّنفّس المتغيّر

4.     النّبض المتغيّر

5.     العنفوان الوعائيّ ؟

6.     ضغط الدّم ؟

19.      إلغاء نشاط إي إم جي الرّقبة

7.     حركات العين السّريعة

8.     إي إي جي : النّشاط القشريّ السّريع للجهد المنخفض شبيه بنشاط الإثارة.

9.     اتّصالات أنسينتشرونيزينج كورتيكو-كورتيكال . عمليّة فوكاليسيد الباطنية النّموّ

10. السيمباثيكوتوني الجنسيّ

11. تقوية الدّوافع، إثراء الآمال، تسلسلات الاعتراضات

12. الحالة التي تسيطر عليها الرّغبة

 

 

 

 

 

 

 

دورة حالات الوعي :

 

من الصواب أن تجد في « UNIVERSALIS  »: إن النظام الصحي الذي يشمل عادات مستمرة تحتوي على الرياضة البدنية والإسترخاء بطريقة منتظمة هو من الضروريات لمعالجة اللأرق.

 

هل النوم العادي بحاجة إذن إلى نوع من اليقظة النتناقظة ليسقر و كذلك لا يقع النوم المتناقظ إلا بعد وقت كافي من النوم العلدي وأخيرا النشاط ناجع عند اليقظة العادية يتطلب أكيدا تحظيرا من ليلة من النوم، يعني احتياطا كافيا من الأحلام تكون بمثابة وقود الرغبة. وتتطلب اليقظة المتناقظة أيضا حتى تتعمق نشاطا واعيا.

 

يعني أن حالات الوعي تنتظم على طريقة من دورات 24 ساعة بين اليقظة والنوم و بدورات 9 دقيقة بين العادي و المتناقظ. الكيفية العادية تكون راجحة ثم تتقوى الكيفية المتناقظة. يعني أن النائم يحلم أكثر أخر الليل و الشغص اليقظ يتطلب أن يعمل فراغا كلما اقترب الليل. بوجه إجمالي (بدون تدقيق) إنه لمن المستحب أن ينام الشخص 7 ساعات مع أكثر من ساعة من النوم المتناقظ و أن نرتاح أكثر من 3 ساعات في النهار.

في الحقيقة، عند مرورنا من اليقظة إلى النوم نفترض التخلي عن النظام الفيسيلوجي لليقظة للمرور إلى نوع من النظام المميز للنوم. وبين الحالتين توجد لحظة من الحياد التنظيمي و التي يجب أن تقع منطقيا وذلك عندما نمر من النوم العميق إلى النوم النتناقظ أو من النموم المتناقظ إلى اليقظة.

وقد لاحظنا أيظا أنه يوجد حساب عصبي-فيسيولوجي غير واعي للوقت، جد مدققة، تجعل بعض النائمين برمجة يقظتهم لساعة يخترونها تحكيمياعند النوم.

نفس الظاهرة يمكن أن تظهر عند الأشخاص الذين يتأملون : الكثير منهم يوقفون التأمل، عند إنتهاء المدة المختارة، وذلك بطريقة دقيقة و بدون أن يشاهدون ساعتهم.

 

ماهو رأي السوفغولوجي :

 

السوفغولوجي تدرس الوعي و ذلك إنطلاقا من الفهم الذي عرفه « Caycedo ». يقترح أن نفرق بين درجات من الوعي، وكذلك بين حالات الوعي :

-         درجات الوعي تمثل التغيرات في الكمية الوضوح أو المعتم.

-         تمثل حالات الوعي التغيرات في الكيفية.

-         و في هذا التصور، يتطور الإنسان :

o        إما في حالة الوعي العادي

o        أو يقوى المكونات الإجابية لشخصيته ويدخل تدريجيا إلى الوعي السوفروني

o        أو مؤقتا أو نهائيا إلى حالة الوعي المرضي (من الإعتلال العصبي إلى الأمراض العقلية)

 

الحالات المتطورة لليقظة المتناقظة :

يبقى لنا الكثير للتعرف عن اليقظة المتناقظة

 

دراسة مهمة نشرت في yahoo  والتي تصف بعض الحالات

 

التأمل يؤثر في المخ (دراسة عملت على رهبان التيبت)

 

واشنطن – السبت – 6 نوفبر 2004 –

 

حسب دراسة عملت على رهبان بوذيين أن الكثير من ممارسة التأمل يؤدي فيزيائية في المخ.

مجموعة من الباحثين من جامعة Wisconsin  في Madison  قارن مجموعة من الطلبة المتطوعيين مبتدئين في التأمل، سنهم عشرون سنة مع مجموعة من رهبان في التيبت و الذين يمارسون 1000 إلى 50000 ساعة من التمارين الروحانية وسنهم 45 سنة.

 

لقد لاحظ الباحثون و ذلك لإستعمالهم « Electro—Encephalographe » إزدياد كبير من ذبذبات gamma  بتوار عالي عند الرهبان البوذيين و تغيير بسيط عند الطلبة.

هذه الذبذبات والتي نظن أنها تدل وتشير إلى نشاط الخليات العصبية، مقرونة بالنشاط العقلي الحاد.

النشاط العقلي عند الرهبان أكثر بكثير عند مقارنته مع الوجموعة البدائيين.

و قد لاحظ الباحثون نفس الشيئ عند استعمالهم جهاز التصوير يرجع الصدى المغناطيسي.

النشاط العقلي في الجهة اليسارية للمخ، و التي تحتوي على إنفعالات إجابية، حاد عند الرهبان عند التأمل، أكثر بكثير منه في الجهة اليمينية و هي مركز القلق والإنفعالات السلبية.

هذه النتائج تجعلنا نظن أن المخ يمكن أن يتغير فيسيولجيا كما تكبر العضلات مع ممارسة التكارين الرياضية.

 

حالات الوعي المرضية :

حالات الخوف (الرجفة، الذعر)، الهذيان: إفراط في التحذير،.... هم حالات من الوعي المرضي.

 

 

 

Google
  Web auriol.free.fr   


Psychosonique Yogathérapie Psychanalyse & Psychothérapie Dynamique des groupes Eléments Personnels

© Copyright Bernard AURIOL (email : )

15 Décembre 2006